«المناصرة»... جوهرة الأثاث المنسية

يُعد سوق المناصرة من أقدم أسواق تجارة الأثاث في الوطن العربي. يعود تاريخه إلى العصور الإسلامية، حيث كان مركزًا رئيسيًا للتجارة والحرف اليدوية، وتطور عبر الزمن ليصبح مركزًا هامًا لتجارة الأثاث المنزلي بنوعيه: العمولة (المصنوع حسب الطلب) والجاهز.

ويُعرف سوق المناصرة بلقب "دمياط القاهرة"، إذ يُعد أشهر سوق لبيع الأثاث في العاصمة. ويستقطب السوق جمهورًا كبيرًا، خاصة من العرائس المقبلات على الزواج. وعلى الرغم من انتشار أسواق ومولات "الفيرنيتشر" الحديثة، فإن المناصرة لا يزال أحد أشهر وجهات شراء الأثاث في مصر.

ويواجه سوق المناصرة – كغيره من الأسواق التقليدية – تحديات عدة، أبرزها التراجع الاقتصادي الحالي، مما أدى إلى انخفاض القدرة الشرائية. فالعروس التي كانت في السابق تشتري أفخم أنواع الأثاث لـ"بيت العمر"، أصبحت اليوم تكتفي بالحد الأدنى من مستلزمات "غرفة العرائس". كما ساهم انتشار التريندات الحديثة، والمولات اللامعة، وتسويق الأثاث عبر الإنترنت، في عزوف بعض فئات المجتمع عن الشراء من السوق، وانجذابهم إلى بريق المولات وخياراتها السريعة.

ومع ذلك، يظل سوق المناصرة محافظًا على مكانته التاريخية كأحد أهم أسواق الأثاث في الوطن العربي. إنه الكنز المدفون من الجودة والمهارة والأسعار المعقولة، الذي قد يجهله من يسيرون وراء صيحات الموضة الحديثة.